-->

اقوال الامام الشافعي في الأخلاق والعلاقات والصبروالاحترام والصمت والحب وعن الناس والدنيا

author image

أقوال الإمام الشافعي | حكم وعبارات تلهمك في الحياة

اقوال الامام الشافعي
أقوال الشافعي

في أحد الأيام، جلس شاب في العشرينات من عمره في أحد أركان المسجد، تبدو على ملامحه علامات الحيرة والضيق. اقترب منه شيخ وقور، وسأله برفق: "ما بك، يا بني؟" تنهد الشاب وقال: "يا شيخ، لقد تعبت من الناس... أخلاقهم متقلبة، العلاقات مليئة بالنفاق، لا أحد يحترم أحدًا، والصبر بات صعبًا في هذه الدنيا المتقلبة."

ابتسم الشيخ، وربت على كتف الشاب، ثم قال: "يا بني، لو علمت ما قاله الإمام الشافعي عن الأخلاق والعلاقات، الصبر والاحترام، الصمت والحب، وعن الناس والدنيا، لوجدت فيها إجابات شافية لما تشعر به." ثم بدأ يروي له بعضًا من حكم الإمام الشافعي، فتغيرت ملامح الشاب شيئًا فشيئًا، وكأن نورًا بدأ يضيء طريقه من جديد.

في هذا المقال، سنشاركك أقوال الإمام الشافعي التي ستغير نظرتك للحياة، وتمنحك الحكمة في التعامل مع الناس، وتساعدك على فهم أعمق لمفهوم الأخلاق والصبر والحب والاحترام. تابع القراءة، فقد تجد بين هذه الكلمات ما كنت تبحث عنه طوال حياتك! 

الإمام الشافعي حكم ومواعظ

الحكمةُ دربُ العارفين، ونورُ السائرين في ظلمة الحياة. ومن بين دروب الحكمة، كان للإمام الشافعي كلمات تضيء العقول، وتهدي القلوب، كأنها قطرات ندى تسقي أرواح العابرين في صحراء الزمن. 

"إذا أردتَ أن تفهم الدنيا، فلا تستمع لكلام الناس عنها، بل أنصتْ لصمت الحكماء فيها."

  • من اقوال الامام الشافعي أن من أراد العِز بلا سلطان، فليكن التواضع له تاجًا.
  • ليس الغنى كثرة المال، بل هو قلبٌ ممتلئ بالقناعة كسماء لا حدّ لها.
  • إذا جالست أهل الدنيا، فاجعل الحكمة حُصنك، وإن جالست أهل الحكمة، فاجعل الصمت سلاحك.
  • بعض الكلمات جروح، وبعض الصمت دواء، فاصمت حتى يفهمك العقلاء.
  • قسوة الدنيا لا تُقاس بما تأخذ منك، بل بما تُعلمك إياه دون مقابل.
  • لا تزرع وردًا في قلوبٍ لا تعرف معنى الجمال، ولا تهدر حكمة في آذان لا تُنصت.
  • الاحترام صرحٌ يبنيه العظماء، ويهدمه الجاهلون بكلمة.

ليست الحكمة أن تعرف الكثير، بل أن تعرف متى تتكلم ومتى تصمت، متى تتمسك ومتى تترك. هذا ما أدركه الإمام الشافعي، وتركه لنا كنورٍ يهدي الحائرين في ظلام الحياة.

أقوال الشافعي في الأخلاق

أقوال الشافعي في الأخلاق

الأخلاق ليست كلمات تُقال، ولا شعارات تُرفع، بل هي الميزان الذي تُوزَن به النفوس، والعطر الذي يسبق صاحبه أينما حلّ. وقد أدرك الإمام الشافعي أن الأخلاق ليست مجرد تصرفات، بل هي هوية الإنسان الحقيقية، ومرآة قلبه وعقله. 

"إن لم تُزيّن نفسك بخلق كريم، فلن تنفعك ثيابُ الملوك ولا أموال التجار، فالهيبةُ تُصنع من الداخل لا الخارج."

  • الأخلاق شجرة، إن سقيتها بالصدق أثمرت احترامًا، وإن رويتها بالنفاق ذبلت حتى سقطت أوراقها.
  • لا تغترّ بابتسامة الوجه، فالأخلاق تكمن في تصرف الإنسان حين يملك القوة على الأذى.
  • الكلمة الطيبة ليست ضعفًا، بل سلاح الأقوياء الذين يهزمون القلوب قبل أن يخوضوا معاركها.
  • من أراد أن يعرف معدنه، فلينظر كيف يعامل من لا حاجة له عندهم.
  • التواضع ليس أن تنحني، بل أن ترفع غيرك دون أن تشعر أنك خسرت شيئًا.
  • إذا أردت أن تحكم على رجل، فانظر إلى أخلاقه حين يختلف معك، لا حين يتفق.
  • بعض الألسنة حراب، وبعضها بلسم، فانظر أيهما تختار لتكون.

الأخلاق ميراثُ العظماء، وعنوان النفوس الراقية. لا تُطلب في الأسواق، ولا تُكتسب بالثراء، بل تُبنى على أفعالٍ تصدّقها الأيام، فلا تتركها تذوب في زحام الحياة.

أقوال الشافعي في العلاقات

أقوال الشافعي في العلاقات

العلاقاتُ مثل الأنهار، بعضها صافٍ عذبٌ يسقي روحك، وبعضها موحلٌ يجرفك إلى حيث لا تريد. ليست كل يد تُمدُّ لك يدَ خير، وليست كل ابتسامة بابًا للوفاء. أدرك الإمام الشافعي بحكمته أن العلاقات لا تُبنى على الكلمات، بل على الأفعال، ولا تدوم بالمجاملات، بل بالإخلاص والصدق.

"لا تتعلق بمن يراك خيارًا، ولا تترك من يراك كنزًا، فالعلاقات امتحان لا تُعيده الحياة مرتين."

  • الصداقةُ الحقيقية ليست في من يُكثر معك الكلام، بل في من يُكمل معك الطريق بلا مصالح.
  • لا تبحث عن الكمال في البشر، فلو كانوا كذلك لما احتاجوا للعلاقات ليكملوا بعضهم بعضًا.
  • لا تبحث عن الكمال في البشر، فلو كانوا كذلك لما احتاجوا للعلاقات ليكملوا بعضهم بعضًا
  • العلاقاتُ مرآةٌ تعكس لك حقيقتك، فاحرص ألا ترى نفسك في زجاجٍ مكسور.
  • لا تقف طويلًا على أطلال من رحلوا، فالأماكن الخالية لا تعيد أصحابها.
  • من أحبك بصدق، لن يجعلك تتساءل يومًا عن مكانتك في قلبه.
  • لا تُكثر من التمسك بمن لا يتمسك بك، فبعض الأبواب إن أُغلقت، كانت رحمة لا خسارة.

العلاقاتُ مدرسةٌ، بعضها يُعلمك الوفاء، وبعضها يُلقنك درسًا في الغدر، لكن الأهم أن تتخرج منها بفهمٍ أعمق للناس، لا بقلبٍ مثقلٍ بالجراح.

أقوال الإمام الشافعي في الصبر

أقوال الإمام الشافعي في الصبر

الصبر ليس مجرد انتظار، بل هو معركةٌ صامتةٌ بين الأمل واليأس، بين القوة والانكسار. هو اختبارٌ طويلٌ للقلب، يثبت فيه القوي، ويسقط فيه من استعجل الثمرة قبل نضجها. 

"الصبر ليس أن تحبس دموعك، بل أن تمسحها وأنت تؤمن أن الله يعد لك ما هو أجمل مما فقدت."

  • الأيام مثل الموج، لا تستقر على حال، ومن صبر على مدها وجزرها، وصل إلى بر الأمان.
  • لا تسأل متى تنقشع الغيوم، فالشمس لا تخبر أحدًا بموعد شروقها، لكنها تأتي دائمًا.
  • الصبر زادُ المسافر في طريق النجاح، من فقده، ضلَّ قبل أن يصل.
  • لا تكره العثرات، فهي التي تعلّمك كيف تقف بثبات حين يهتز الجميع.
  • بعض الألم نعمة، فهو يخلّصك من التعلق بما لا يستحق.
  • عندما يضيق الطريق، تذكر أن كل نفق مظلم في نهايته نور.
  • لا شيء يبقى كما هو، الألم يزول، والجُرح يلتئم، والأيام تُبدل الحال، فاصبر.

الصبرُ ليس خضوعًا، بل هو يقينٌ بأن الأيام تحمل في طيّاتها فرجًا لا يراه العجول، لكنه مكتوبٌ للصابرين.

أجمل ما قال الإمام الشافعي في الاحترام

أجمل ما قال الإمام الشافعي في الاحترام

الاحترام ليس مجرد كلمة، بل هو ضوء ينعكس من داخل الإنسان ليضيء علاقاته بالآخرين. هو جسر غير مرئي، يبنيه الإنسان بينه وبين العالم، فإذا كان متينًا سارت الحياة بسلاسة، وإذا انهار، سقطت معه الكثير من القيم. كان الإمام الشافعي يرى الاحترام جزءًا من جوهر الأخلاق، لا ينفصل عنها ولا يستقيم بدونها.

"إن لم تزرع الاحترام في قلبك، فلن تحصد إلا الجفاء في علاقاتك."

  • الاحترام لا يُشترى بالمال، لكنه يُمنح بالمروءة ويُحفظ بالصدق.
  • من لم يُوقّر غيره، فاته أن يتذوق حلاوة التقدير حين يحتاجه.
  • إن احترمت الناس بقدر ما فيهم من خير، زادهم احترامًا لك أضعافًا.
  • لا ترفع صوتك على من علمك، فصوت العلم أعلى من أصوات البشر.
  • الأدب تاج، يرتديه الكريم، ويبحث عنه اللئيم فلا يجده.
  • احترامك للناس مرآة تعكس احترامك لنفسك.
  • من لم يتأدب مع الكبير، فقد أضاع نصف عقله.
  • إنما يُعرف الرجال بحسن القول وصدق الفعل، ومن جمعهما فقد بلغ القمة.

يظل الاحترام قيمة لا تنتهي صلاحيتها، كلما ازداد الإنسان نضجًا أدرك أنه لم يخسر شيئًا عندما أعطى غيره قدره.

أقوال الإمام الشافعي عن الصمت

أقوال الإمام الشافعي عن الصمت

الصمت بحرٌ عميق، لا يخوضه إلا من أدرك أن أمواج الكلام قد تغرقه. هو سلاح العاقل، وملاذ الحكيم، وسورٌ يحمي صاحبه من زلات اللسان. كان الإمام الشافعي يرى في الصمت حكمة لا يدركها إلا المتأملون، وكنزًا لا يُقدّر بثمن إلا عند الحاجة إلى الكلام.

"الصمت لغة لا يفهمها إلا من أيقن أن بعض العقول لا تستحق عناء التوضيح."

  • إذا لم يكن في الكلام خير، فالصمت خير الكلام.
  • الصمت حصن، لا يهدمه الجهل، لكنه يعلو بالعلم.
  • من كثر كلامه كثر خطؤه، ومن قلّ كلامه كثر حكمته.
  • احفظ لسانك، فإنه بوابة قلبك، وما فاض منه قد لا يعود.
  • الصمت فن، لا يجيده إلا من عرف أن السكوت أبلغ من كثير من الأقوال.
  • من تكلّم فيما لا يعنيه، سمع ما لا يرضيه.
  • لا تجادل أحمقًا، فيحسب الناس أنك شبيهه.
  • كن كالقمر في هدوئه، فالضوء لا يحتاج إلى ضجيج ليُرى.

يبقى الصمت ميزان العاقل، يزن به كلماته قبل أن يطلقها. فمن أحسن السكوت حين يجب، كان حديثه ذهبًا حين يُطلب.

أقوال الإمام الشافعي في الحب

أقوال الإمام الشافعي في الحب

الحب كالماء، ينساب في القلوب فيحييها، وكالنور، يشع في الأرواح فيضيئها. لكنه أيضًا امتحانٌ للعقل، واختبارٌ للقلوب الصادقة. لم يكن الإمام الشافعي بعيدًا عن هذا الشعور الإنساني، لكنه رآه بعين الحكيم الذي يزن الأمور بميزان العدل والورع، فكان يرى أن الحب إن لم يكن صادقًا طاهرًا، كان شبيهًا بالسراب الذي يخدع العطشى.

"ليس الحب أن تهيم بقلبك بلا عقل، بل أن يهيم عقلك في دروب الحكمة، فلا تقع إلا على قلب يستحقك."

  • الحب الصادق لا يُعرف بكثرة الوعود، بل بثبات القلوب رغم العواصف.
  • إذا أردت حبًا يبقى، فاجعل أساسه الصدق، فإن الزيف يُهدم القصور وإن علت.
  • بعض القلوب تشبه الأنهار، تعطي دون أن تنتظر المقابل، وأخرى كالصحراء، لا تُزهر فيها المشاعر.
  • ليس الحب كلماتٍ تُقال، بل مواقفٌ تُحكى دون حديث.
  • الحب الذي يجرّ صاحبه إلى المعصية، هو نارٌ تتجمّل كالشمس عند المغيب، لكنها تحرق من يقترب منها.
  • لا تسلم قلبك لمن لا يعرف ثمن الوفاء، فإن أغلى المشاعر تضيع حين تُمنح لمن لا يقدّرها.
  • القلوب الطاهرة تعرف الحب كالنور، لا يسكن إلا الأماكن المضيئة.
  • الحب الصادق يشبه الدعاء في جوف الليل، لا يطلب مقابلًا لكنه يصل إلى السماء بقوة الصدق.

الحب في نظر الإمام الشافعي لم يكن مجرد مشاعر عابرة، بل ميزانًا يزن به الإنسان قلبه، فلا يعطيه إلا لمن يستحق، ولا ينحني به إلا في طهر العاطفة وصدق الوصل.

أقوال الإمام الشافعي عن الناس

أقوال الإمام الشافعي عن الناس

الناس كالمرايا، تعكس لك ما أنت عليه، فمن كان قلبه نقيًا، رأى الجمال في غيره، ومن كان مليئًا بالحقد، لم يرَ سوى العيوب. هم كالرياح، منهم من ينعشك بنسيم صدقه، ومنهم من يعصف بك حتى يقتلع جذور ثقتك. 

"من وهبك وجهًا مبتسمًا، قد يخفي خلفه سيفًا مسمومًا، فلا تغترّ بحسن الظاهر حتى تختبر باطنه."

  • الناس كالسيوف، بعضهم قاطع للخير، وبعضهم يحميك من الأذى، فاختر سلاحك بحكمة.
  • لا تضع قلبك في أيدي العابرين، فإنهم يمسكونه كما يمسك الطفل بلعبة، حتى إذا ملّها، ألقاها دون اكتراث.
  • من سعى وراء رضا الناس، فقد أضاع عمره في سوقٍ لا يربح فيه أحد.
  • بعض الناس يشبهون السراب، يلمعون من بعيد، لكن حين تقترب، لا تجد سوى الخواء.
  • في أعين الناس، أنت بطل إذا أعطيت، وخائن إذا امتنعت، فلا تُسلم مقود روحك لتقلباتهم.
  • العقول العظيمة ترى في الناس دروسًا، والقلوب الضعيفة تراهم جدرانًا تصطدم بها.
  • لا تجادل من لا يسمع إلا صوته، ولا تبرر لمن قرر أن يُسيء فهمك، فالوقت أثمن من أن يُنفق على من لا يقدّره.
  • الناس معادن، لكن بعضهم يصدأ أسرع مما تظن.
  • ليس كل صامت ضعيفًا، فبعض الصمت زهد في التوافه، وبعضه حكمة تنجو بها من غدر الثرثارين.

البشر ليسوا سواء، فمنهم النور، ومنهم الظل، ومنهم العتمة الحالكة. ومهما اجتهدت في فهمهم، ستبقى هناك قلوبٌ غامضة، لا يضيئها إلا صدق المواقف، ولا تكشف حقيقتها إلا الأيام.

أجمل ما قال الشافعي عن الدنيا

أجمل ما قال الشافعي عن الدنيا

الدنيا بحرٌ متلاطم الأمواج، من ظنّ أنه قادر على الغوص فيه بلا مهارة، غرق في تياراته المتقلبة. هي مسرحٌ عجيب، تتبدل أدواره بلا مقدمات، فتارة تكون سيد المشهد، وتارة لا تجد لك مكانًا بين المتفرجين. 

"الدنيا كظلٍّ زائل، إن طاردته هرَب منك، وإن أعرضتَ عنه تبِعك، فلا تجعلها غايتك، فتُضيع طريقك."

  • الدنيا كالماء، إن تشبثت بها بقبضة من طين، أفلتت من بين أصابعك.
  • لا تحزن على فوات شيء منها، فكم من مُلكٍ زال، وكم من غنيّ افتقر، وكم من عزيزٍ أصبح في خبرٍ كان.
  • من جعل الدنيا همه، عاش في دوامةٍ لا ساحل لها، ومن جعل الآخرة غايته، سارت الدنيا إليه طائعة.
  • لا تغترّ بالوجوه الباسمة، فقد يكون خلفها قلوبٌ كالصخور، فالدنيا تخدع كما تخدع السراب عين العطشان.
  • الغنى ليس في امتلاك الدنيا، بل في الزهد فيها، فكم من فقيرٍ كان أنقى قلبًا من سلطانٍ يملك الممالك.
  • الأيام تُريك العجائب، فلا تأمن لها، ولا تركن إلى حالٍ يدوم، فكل شيء في الدنيا مؤقت، حتى نفسك.
  • الدنيا كسوقٍ يعبرها الجميع، منهم من يشتري ما ينفعه، ومنهم من يُنفق عمره على ما يندم عليه لاحقًا.
  • لا تتباهَ بكثرة المال أو الجاه، فكل ما هو فوق التراب إلى التراب يعود.
  • راقب قلبك، فإن زهد في الدنيا، فقد فاز، وإن اشتهاها، فقد رهنته لقيودها.
  • عش في الدنيا كعابر سبيل، لا تُثقل كاهلك بحملٍ لن تأخذه معك إلى الآخرة.

الدنيا زائلة، ومتاعها خدّاع، فمن طلبها بحق، وجد فيها ما يُعينه، ومن ركض وراءها كالغافلين، خرج منها كما دخل، بلا زادٍ ولا أثرٍ يُذكر.

أقوال الإمام الشافعي عن السعادة

السعادة كنزٌ مخفي، يبحث عنه الناس في خزائن الذهب، في حين أنه يسكن في زوايا القناعة والرضا. هي نسيمٌ عليل يهبّ على القلوب الصافية، فلا يُدركها من ملأ قلبه بهموم الدنيا ومتاعها الزائل. 

"السعادة ليست في الامتلاك، بل في الزهد، وليست في الأخذ، بل في العطاء، فكلما تعلّق القلب بالرب، ذاق طعم السكينة الحقيقية."

  • إن كنتَ تبحث عن السعادة في المال، فاعلم أن الماء الكثير قد يُغرقك بدلاً من أن يروي عطشك.
  • السعادة بابٌ صغير، لا يدخله إلا من تخلّص من ثقل الدنيا وحمل معه خفة الرضا.
  • ليس الغني من كدّس الذهب، بل من نام قرير العين لا يحمل في صدره ضغينة لأحد.
  • راحة القلب في العفو، وسعادة النفس في حسن الظن، فابنِ سعادتك بعيدًا عن أحقاد البشر.
  • تذوق طعم السعادة في البساطة، ففي لقمةٍ نظيفة وقلبٍ طاهر ما لا تجده في القصور الفاخرة.
  • كلما ركضت خلف السعادة، هربت منك، وإن أعرضتَ عنها، أتتك على استحياء.
  • لا سعادة لمن أرهقه الحسد، ولا راحة لمن أثقل قلبه بالحقد، فالسعادة تسكن القلوب النقية.
  • لا تظن أن السعادة في الدنيا تدوم، فهي كظلٍّ سريع الزوال، لكن السعيد حقًا من ملأ قلبه بنور الإيمان.
  • احرص على أن تكون نيتك صافية، وأخلاقك حسنة، ويدك معطاءة، فإنها طريقك إلى راحة النفس.
  • السعادة ليست بكثرة الصحبة، بل بحبٍ صادق، وكلمة طيبة، وضميرٍ مرتاح.

السعادة ليست شيئًا ننتظره ليأتي، بل نورٌ نزرعه في قلوبنا، فكلما زاد الرضا، أينعت ثمار الطمأنينة، وسكنت الروح، وعاشت النفس في نعيمٍ لا يفنى.استمتع بأروع ما قيل عن السعادة من عبارات.

حكم الإمام الشافعي في عزة النفس

عزة النفس هي درعٌ منيع، لا تُكسره شهوةٌ زائلة، ولا تُزحزحه مغريات الدنيا. هي تاجٌ لا يُوضع إلا على رأس من أدرك أن الكرامة لا تُشترى، وأن الذل ليس ثمناً لأي مكسب. كان الإمام الشافعي مثالًا للنفوس الأبية، فصاغ حكمًا تشع منها أنوار العزة، وكأنها حِبالٌ ترفع المرء فوق مهاوي الذل.

"إذا أردت أن ترى مقامك بين الناس، فانظر إلى مقدار عزتك بينهم، فإنهم لا يُعظّمون إلا من أبى أن يكون ذليلًا."

  • لا تكن أسيرًا لحاجةٍ تجعلك تطرق أبواب الذل، فمن أكرم نفسه أعزّه الله.
  • الكرامةُ ماءُ الروح، فمن أراقها مات ظمآنًا مهما شرب من الدنيا.
  • إذا طُعنت في عِزّتك، فاصبر ولا تردّ، فالصقر لا يُحلق ليُجيب نقيق الغربان.
  • من عاش يتسوّل احترام الناس، قضى عمره في ذل السؤال ولم يُعطَ إلا الفتات.
  • دع حاجتك للرحمن، فمن استغنى بالله لن يحتاج لعبدٍ ضعيف.
  • لا تُنزل نفسك منزلةً تهون فيها على الناس، فإنهم لا يرون فيك إلا ما تراه في ذاتك.
  • الحياة امتحان، وعزة النفس أصعب الأسئلة، فإما أن ترفع رأسك، وإما أن تعيش منحنياً تحت أقدام المصالح.
  • الغني حقًا ليس من كدّس الأموال، بل من جعل نفسه فوق كل إغراءٍ لا يليق بكرامته.
  • تذكر أن الذل يبدأ بابتسامةٍ في غير موضعها، فاحذر أن تكون ممن يبيع هيبته بثمنٍ بخس.
  • إن كنتَ ذا عزة نفس، فلا تجالس من يُهينها، فإن الماء النقي يفسده الوحل.

عزة النفس هي النور الذي يضيء طريق الكرامة، وهي الدرع الذي يحمي القلب من السقوط في هاوية الذل. فاجعلها رايتك التي لا تنكس، واعلم أن من عزّ في نفسه، لم يُذلّه أحد.

أقوال الشافعي عن الود

الودّ ليس مجرد كلماتٍ تُقال، بل هو زرعٌ في قلوبٍ صافية وسقيٌ بصفو النوايا. هو الجسر الذي يصل بين القلوب دون مصلحة، والنور الذي لا يخبو حتى في غياهب الفُراق. 

"ليس كلّ من أظهر لك الودّ ودودًا، فبعض القلوب تتقن المجاملة، لكن القليل منها يُجيد الإخلاص."

  • الودّ شجرةٌ لا تُثمر إلا في أرض القلوب الصافية، وسقيُها الإخلاص، وجذورها الثبات.
  • لا تغترّ بودٍ يظهر في الرخاء ويختفي عند أول محنة، فذلك ليس ودًّا بل مجاملةٌ عابرة.
  • من صَفَت سريرته دام وُدّه، فالنقاء في القلب يُظهر الحب دون حاجةٍ إلى الكلمات.
  • لا تطلب ودًّا ممن يبيعُ مودّته عند أول اختلاف، فالذهب لا يتحول ترابًا، ولا الصادق يتلون.
  • الودّ الحق يشبه نور القمر، لا يخفت إلا حين تنطفئ الأرواح التي أضاءها.
  • العتاب هو ميزان الودّ، فإن كثر في غير محله، فاعلم أن الميزان قد اختل.
  • بعض الودّ زائف كابتسامة العدو، يخفي خلفه نوايا لا تُرى إلا بعد فوات الأوان.
  • قلوب الصادقين كالمرايا الصافية، إن ودّتك عكست لك حبًا لا تشوبه شائبة.
  • إن وهبت ودّك فلا تهبه إلا لمن يستحق، فليس كل قلبٍ موطنًا صالحًا للحب.
  • ودٌّ يُبنى على الصدق خيرٌ من حبٍّ مُزيّن بالكذب، فالوردُ وإن زُيّن بالندى، لا يغير ذلك طبيعته إن كان شوكًا.

الودّ طاقةٌ خفيّة تحرّك الأرواح نحو بعضها، وهو زاد القلوب التي لا تبيع الإخلاص. فمن وجد ودًّا صادقًا، فقد وجد ملاذًا من قسوة الأيام، ويدًا تمتدّ إليه دون انتظار مقابل.

من أقوال الإمام الشافعي عن الظلم

الظلم ظلامٌ يُخفي نور العدالة، وخنجرٌ مسموم يطعن صاحبه قبل أن يُصيب غيره. وهو لعنةٌ تلاحق صاحبها، فلا يهنأ بليلٍ ولا يطمئن بنهار، إذ إن دعوة المظلوم سهمٌ لا يخطئ، ولو أمهلها القدر قليلًا. 

"الظلم نارٌ يحسبها الظالم دفئًا، حتى يكتوي بها حين لا يجد منها مهربًا."

  • إن كنت قويًّا فاعدل، فالظلم جبنٌ يتخفى في ثوب القوة.
  • كل ظالمٍ يمهلُه الله، لكنه لا يُهمله، فتراه يبني قصره على الرمال، حتى يأتيه الموج فيجرفه بلا أثر.
  • العدل ميزانٌ من ذهب، من رجّحه لصالح نفسه ظلمًا، أفسده الصدأ ولم يبقَ له وزن.
  • المظلوم قد ينام وعيناه مطمئنتان، أما الظالم فكلما أغمض جفنيه، أيقظه صوتُ دعوةٍ لا يراها أحدٌ سواه.
  • لا يغترّ الظالم ببريق انتصاره، فالبحر يبدو هادئًا قبل أن تبتلعه العاصفة.
  • الدنيا كتابٌ يكتبه العدل، فاحذر أن يكتب التاريخ اسمك بين صفحاته السوداء.
  • إن خانتك قوتك فظلمت، فاعلم أن هناك من هو أقوى منك، وسينتصر للضعيف منك.
  • لا تنظر إلى حجم الظلم، بل انظر إلى قدر دعوة المظلوم، فإن كان صغيرًا في عينك، فله ربٌّ يراه كبيرًا.
  • للظلم نهاية لا محالة، فإن أخطأته سهامُ العدالة في الدنيا، لن يُفلت من قضاء السماء.
  • لا تفرح بما أُخذ بغير حق، فالمسروق يُسترد، والحقوق وإن طال ليلها ستعود إلى أصحابها فجرًا مشرقًا.

الظلم ظلٌ أسودٌ يسير بصاحبه حيثما ذهب، لا يبارحه حتى يُحيط به ظلامه هو نفسه. فمهما طال أمده، فالعاقبة مكتوبة، وسنّة الله جارية: "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون."

أقوال الشافعي في الرزق

  • "توكلتُ في رزقي على الله خالقي، وأيقنتُ أن الله لا شك رازقي."
  • "وما يكُ من رزقي فليس يفوتني، ولو كان في قاع البحار العوامق."
  • "سيأتي به الله العظيم بفضله، ولو لم يكن مني اللسان بناطق."
  • "ففي أي شيء تذهب النفس حسرة، وقد قسم الرحمن رزق الخلائق؟"
  • "من ظن أن الرزق يأتي بقوة، ما أكل العصفور شيئاً مع النسر."
  • "من صدق في التوكل على الله، كفاه الله كل شيء."
  • "ارْضَ بما قسم الله لك، وكن قنوعًا، واعلم أن من ترك شيئًا لله، عوضه الله خيرًا منه."
  • "القناعةُ دليل الأمانة، والأمانةُ دليل الطمأنينة."

من هو الإمام الشافعي؟

الإمام الشافعي هو محمد بن إدريس الشافعي، أحد كبار علماء الأمة الإسلامية، ومؤسس المذهب الشافعي، الذي يُعد واحدًا من المذاهب الأربعة الشهيرة في الفقه الإسلامي.

وُلد الإمام الشافعي عام 150 هـ في غزة بفلسطين، ثم انتقل مع والدته إلى مكة المكرمة حيث نشأ وتعلّم. منذ صغره، ظهرت عليه علامات النبوغ والذكاء، وكان يتمتع بذاكرة قوية وقدرة هائلة على الحفظ والاستيعاب.

تتلمذ الإمام الشافعي على يد كبار العلماء في عصره، وكان من أبرز شيوخه الإمام مالك بن أنس، صاحب الموطأ. ومع كثرة رحلاته بين الحجاز والعراق ومصر، جمع الشافعي بين علوم الفقه والحديث واللغة والأدب، حتى أصبح منارة علم يُهتدى بها.

عُرف الإمام الشافعي بورعه الشديد، وتواضعه الجم، وبلاغته في الكلام، وحكمته البالغة. وقد ترك لنا إرثًا علميًّا عظيمًا لا يزال منارة للعلماء وطلاب العلم حتى اليوم.

توفي الإمام الشافعي سنة 204 هـ في مصر، حيث يوجد مقامه المعروف بمدينة القاهرة، ويُعد قبره مزارًا يقصده الكثير من محبي العلم والمعرفة.

الختام

كانت كلمات الإمام الشافعي نورًا يُضيء دروب الأخلاق، وسيفًا يقطع ظلمات الظلم والجفاء، فجعل من الصبر قوة، ومن الصمت حكمة، ومن الحب ميثاقًا نبيلًا. أيّ كلماته لامست قلبك أكثر؟ شاركنا رأيك في التعليقات، وشكرًا لوجودك معنا في موقع ابدأ، وإن احتجت لأي مساعدة، فلا تتردد في التواصل معنا!